على مر السنين، يهتم الإنسان بكل ما يمكن استخدامه لإضفاء عطر على جسده وملابسه، ومن بين أقدم العطور التي شاع استخدامها في التاريخ هو المسك، وهو معروف بتصنيفاته البيضاء والسوداء. فما هو الفرق بينهما وما هي الاستخدامات المختلفة لكل نوع منهما؟ هذا هو ما سنتناوله بتفصيل في هذا المقال.
الفرق بين المسك الأبيض والمسك الأسود |
المسك الأسود
هو أحد الأصناف الأكثر شهرة وتكلفةً في المسك التي عرفتها البشرية، ويتم استخلاصه من مصدر حيواني، وعادة ما يتم استخدام غزال الذكر كمصدر له، وهو النوع الأرفع من الـ مسك الأسود المطلق، وقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم استخدامه للتطهير.
كيفية استخلاص المسك الأسود
يتم استخراج المسك الأسود من غزال المسك الذي يعيش في الصين وسيبيريا ومنغوليا وجبال التبت وجبال الهيمالايا في الهند، ويطلق على هذا النوع من الغزلان هذا الاسم بسبب وجود غدة كيسية ما بين معدته وأعضائه التناسلية، وتصل هذه الغدة إلى أقصى حجم لها خلال فترة التزاوج للغزلان، وعندما تمتلئ هذه الغدة بالبثور والحبوب التي تسبب الإزعاج للحيوان، يقوم بحكها على الصخور حتى تتساقط من جسمه دون أن يتعرض لأي أذى، ويقوم الخبراء فيما بعد بجمع هذه الغدد المتساقطة لاستخلاص المسك منها.
فوائد المسك الأسود
يصلح لجميع أنواع البشرة ويمكن استخدامه مباشرة دون الحاجة لخلطه مع أي مكونات أخرى ولا داعي للقلق بشأن حدوث آثار جانبية. يمكن استخدامه كعطر للجسم بأكمله، بما في ذلك المناطق الحساسة. يستخدم لتعقيم وتطهير الجسم ويقضي على البكتيريا والميكروبات التي قد تلتصق بالبشرة، ولذا يُستخدم في الطهارة خلال فترة الحيض لدى النساء لقدرته على تنظيف المنطقة من بقايا الدم الفاسد. يحمي الجلد من التهيج والالتهابات والحساسية والطفح الجلدي. يساعد في تنظيف المهبل من الإفرازات التي تسبب رائحة كريهة وتُسبب حرجًا للمرأة. يساعد في تثبيت الحمل وحماية المرأة الحامل من التهابات المهبلية. يحمي المرأة من الإصابة بأمراض خطيرة في الرحم بما في ذلك سرطان الرحم، حيث يُقضي على أي ميكروبات أو بكتيريا متعلقة بالمنطقة الحساسة. يساعد في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي ويشجعه على التخلص من البكتيريا والجراثيم في الجسم. يمكن استخدامه لتنظيف الجروح ويعمل كحاجز واقٍ للوقاية من التلوث. يمكن استخدامه كمحفز لزيادة الرغبة الجنسية مما يُساعد على علاج العقم وزيادة الخصوبة. يُنصح باستخدامه لتخفيف التغيرات المزاجية والاكتئاب، حيث تساعد رائحته على تحسين المزاج. يساعد في علاج نزلات البرد وتخفيف احتقان الأنف بفضل رائحته القوية والمنعشة. يُستخدم للسيطرة على إفراز الدهون الزائدة في البشرة وتوازن نسبة الزهم في المسام.
طرق استخدام المسك الأسود
بإمكاننا استخدام مسك الأسود أو الشهير بـ “مسك الطهارة” بعدة طرق مختلفة.
يمكن استخدامه بعد الاغتسال لتنظيف المهبل من الخارج فقط للتخلص من بقايا دم الحيض الفاسد وتنقية وتعقيم المنطقة الحساسة للنساء. يتم ذلك بوضع كمية قليلة على قطعة قطنية نظيفة واستخدامها لمسح المنطقة الحساسة لمدة دقيقة كحد أقصى. يمكن خلط مسك التطهير مع الزيوت العطرية الطبيعية واستخدام الخليط لرشه على الملابس أو الجسم طوال اليوم. ومع ذلك، يجب التأكد من عدم وجود حساسية تجاه المكونات المستخدمة في المسك. في بعض الأحيان، يستخدم المسك الأسود كنوع من الروائح القاعدية في العطور الفاخرة.
المسك الأبيض
هو النوع الأكثر شيوعاً، ويتميز بلونه الأبيض النقي، ويتم استخلاصه من صخور الجرانيت في جبال التبت، ويتشكل نتيجة تفاعل صخور الجرانيت مع عوامل الطقس الطبيعية مثل المطر والرطوبة، ويتم معالجة المادة المنتجة بشكل كيميائي لإنتاج المسك الأبيض في النهاية.
يتوفر في نوعين، النوع السائل والآخر الصلب.
المسك الأبيض السائل
المسك الأبيض الصلب
الفرق بين المسك الأصلي والتقليد
- تتواجد العديد من المنتجات في الأسواق التي يتم بيعها على أنها مسك الطهارة الأصلي، ولكنها في الحقيقة مركبات كيميائية مخلوطة بزيوت عطرية متطايرة، تمتزج بجميع أجزائها وتخلق رائحة مشابهة لرائحة المسك، ولونها يشبه لون المسك الأبيض، ولكنها لا تحتوي على أي خصائص.
- لذلك يجب الحذر من استخدام هذا المسك كمسك الطهارة الحقيقي، لأنه قد يسبب إصابات خطيرة في المنطقة الحساسة.
- يجب تجنب استخدام أي نوع آخر من مساك الأسود غير المستخلص من غزال المسك في التعقيم المحدد لهذه المنطقة، لأنه فقط يحتوي على الخصائص المطهرة والمعقمة المناسبة للمناطق الحساسة في الجسم.
احتياطات استخدام مسك الطهارة
ينصح بعدم استخدام مستحضرات مسك الطهارة أثناء فترة الحمل أو الرضاعة. كما ينبغي عدم استخدامها في حال وجود حساسية جلدية أو التهاب الجلد. يجب التأكد من شراء مسك أصلي وتجنب النسخ المقلدة. يجب عدم وضع أي نوع من مستحضرات المسك على المناطق الحساسة باستثناء المسك الأسود الأصلي. يجب عدم استخدام مستحضرات المسك داخل المهبل لتجنب حدوث مشاكل خطيرة أو التأثير على التوازن الحمضي لهذه المنطقة. يجب التوقف عن استخدام المستحضرات التي تحتوي على مسك في حال حدوث تهيج أو حساسية بسببها.